أسعد أبو خليل
الخميس 7 تشرين الثاني 2024
. وجودُه كان مُريحاً ومُشجِّعاً ومُحمِّساً لأتباعه ومناصريه، ومخيفاً ومُقلِقاً لخصومه وأعدائه (الكثر). غيابُ رفيق الحريري غيَّرَ الكثيرَ في الحالة السياسيّة في لبنان، وخصوصاً أنّ إسرائيل والغرب والخليج استثمروا كثيراً في غيابه للنيل من المقاومة. هذه المرّة، الحلفُ نفسُه سيستثمرُ كثيراً في الغياب، وسيسعى إلى القضاء على ظاهرة المقاومة. متغيّرات كثيرة تكثّفت في غضون أشهر، وخصوصاً في الأسابيع الماضية. تتبيَّنُ ذلك عندما تلاحظ السّقوط والانهيار والتقلّب الذي يعتري صفوف حلفاءٍ للمقاومة. هناك تسارعٌ للّحاق بالمحور الخليجي: البعض يسارع نحو السعودية، والبعض الآخر يفضّل الإمارات. سيكتمل انخراط كلّ الإعلاميّين اللّبنانيّين في صفوف المحوَر التطبيعي الخليجي. المحوَر المقابل لا يكنِز لكَ مالاً ولا يمنحكَ قصوراً منيفة (هذا لا ينفي حالة فسادٍ اعترت صفوف حركة المقاومة في السنوات الماضية، وهناك مَن أثرى على ظهر المقاومة، وهذه الظواهر بحاجة إلى دراسة ونقد في مرحلة لاحقة).
هل إنّ ريكاردو كرم هو الإعلامي المعروف الوحيد الذي يجرؤ على دعم المقاومة ومؤازرة أهل الجنوب والانتصار لفلسطين؟ حالة من الخوف والترقّب تسُود عند المتردّدين والقلقين الذين ينتظرون حسم المعركة للتقرير: هل نحن مع هذه الجهة أو تلك؟ هل أنّ وضعي المالي يتحسّن مع هذا الفريق أو ذاك؟ رَسْمُ علامات المرحلة المقبلة مستحيل جداً؛ لأنّ هناك عواملَ ومتغيّراتٍ غير معروفة البتّة: طبيعة المعركة ومسارها ونتائجها، بالإضافة إلى تطوّر الصراع الإيراني ـــ الإسرائيلي. الفراغ الذي تركه غياب نصرالله لن يملأه أحد. كان حالة استثنائيّة (لمحبّيه وخصومه على حدٍّ سواء) وهي لن تتكرَّر على الأرجح. الساحة اللبنانية هي ملعب إسرائيلي ــ أميركي، والطرفان يتلاعبان بحياة المدنيّين تماماً كما فعَلا في غزة. نتحدّث عن عنصريّين وقحِين لا يكترثون لحياة العرب، لا بل هم يستعملون أرقام الضحايا المتزايدة كمجرّد عناصر في سياسة الضغط السياسي ضدّ العرب. تأييد المقاومة بات أكثر كلفة وأقلّ مردوداً على المنتفعين والمتسلّقين والانتهازيّين الذين وجدوا، في مرحلة ماضية، في حركة المقاومة ضَرْباً من متاجرهم.